الطائرة السعودية و الكازاخستانية وقصة الحادث المأساوي
في الثاني عشر من نوفمبر للعام 1996 نبه مراقبو الطيران في مطار نيودلهي بالهند طائرة شحن كازاخستانية أن طائرة جامبو سعودية من طراز بوينغ 747 كانت تتجه نحوها وكانت على بعد 14 ميلًا فقط قبل اصطدام الطائرتين.
قال نص اللحظات الأخيرة للطائرات التي نشرتها السلطات للطيران المدني أنذاك أن كابتن الطائرة الكازاخستانية سأل: "أبلغني عن عدد الأميال؟" رد المراقب بأن الطائرة السعودية أقتربت إلى 13 ميلاً .
بعد لحظات ، اصطدمت الطائرات عند الغسق من مساء يوم الثلاثاء وكانت تبعد حوالي 60 ميلاً غرب مدينة نيودلهي ، مما أسفر عن مقتل 349 شخصاً كانوا على متن الطائرات في ثالث أعنف حادث تحطم طائرات على الإطلاق.
كانت طائرة الشحن الكازاخستانية من طراز "إليوشن 76" رقم الرحلة 1907 قادمة من مدينة "شيمكنت" في جمهورية كازاخستان وقد استأجرتها شركة ملابس لنقل البضائع .
وكانت طائرة الراكب السعودية من طراز "بوينغ 747" رقم الرحلة 763 مقلعه من مطار نيودلهي ومتجهه الى مدينة الظهران .
وأظهرت تسجيلات برج المراقبه و الصناديق السوداء للطائرتين أن الطيارين تلقوا تعليمات بأن تكون طائرة الشحن الكازاخستانية على ارتفاع 15000 قدم عند اقترابها من مطار أنديرا غاندي الدولي ، وقيل لكابتن الطائرة السعودية بأن يقلع على 14000 قدم .
بعد لحظات ، ضرب الحطام المشتعل من الاصطدام أرض المزارع التي كانت تحت منطقة الحادث .
وفقًا لنصوص برج المراقبة ، أقر الطياران أنهما سيحلقان على ارتفاع 1000 قدم متباعدة بين الطائرتين مما يعني - 14000 قدم للطائرة الكازاخستانية و 15000 قدم للطائرة السعودية .
وقال "يوغيش تشاندرا" الموظف الأعلى في وزارة الطيران المدني في الهند: "من الواضح تمامًا من المحادثة المسجلة أن طاقم الطائرتين قد فهموا وأكدوا التعليمات المتعلقة بالارتفاعات الممنوحة لهم".
وفقًا للتسجيلات ، كانت هذه آخر المحادثات بين برج المراقبة والطياران :-
كابتن الطائرة الكازاخستانية : مساء الخير الرحلة 1907 : تمر من إرتفاع (23000 قدم) الى (18000 قدم) ، 74 ميلًا من مدينة دلهي.
برج المراقبة: خفض الإرتفاع الى (15000 قدم).
كابتن الطائرة الكازاخستانية : تم الوصول الى واحد خمسة صفر (15000 قدم).
كابتن الطائرة السعودية الإقلاع مباشره : أقتربت من (10000 قدم).
برج المراقبة للطائرة السعودية : تم إخلاء المجال الجوي حتى (14000 قدم).
كابتن الطائرة السعودية: أقتربت من المستوى (14000 قدم) للأعلى.
برج المراقبة للطائرة السعودية : حافظ على المستوى (14000 قدم).
برج المراقبة يطلب الطائرة الكازاخستانية: الرحلة 1907 قدم لنا تقرير المسافة من مدينة دلهي.
كابتن الطائرة الكازاخستانية : وصلت إلى 150 ميلاً (15000 قدم) 46 ميلاً عن دلهي , على 270 درجة .
برج المراقبة للطائرة الكازاخستانية : حافظ على (15000 قدم) , طائرة بوينج 747 سعودية تبعد عنك 14 ميل .
كابتن الطائرة الكازاخستانية : ، أبلغني عن عدد الأميال؟
برج المراقبة : 14 ميلاً الآن .
برج المراقبة: 13 ميلاً الأن عند المستوى (14000 قدم).
كابتن الطائرة الكازاخستانية لم يقوم بالرد ..
كانت هذه هي الكلمات الأخيرة من الطائرتين وبرج المراقبة .
اصطدم الجناح الأيمن للطائرة الكازاخستانية بمؤخرة وذيل طائرة الخطوط السعودية (الرحلة 763) مما تسبب في انشطار وتفكك الطائرة مباشرة، بينما بقي جسم طائرة الخطوط الكازاخستانية (الرحلة 1907) كما هو لحين اصطدامها في الأرض.
جميع من على كلا الطائرتين قتلوا مباشرة.
الأسباب و التكهنات حول أسباب الاصطدام :-
في مدينة Charkhi Dadri في الهند ، عثر الباحثون على مسجلات بيانات الرحلة للطائرتين ومسجل قمرة القيادة الصوتي للطائرة الكازاخستانية ، على أمل أن "الصناديق السوداء" تشرح كيف حدثت الكارثة أثناء الظروف الجوية العادية ، بعد سبع دقائق من إقلاع طائرة الخطوط الجوية السعودية بوينج 747.
يقول الخبراء أن الطائرات الروسية الصنع مثل الطائرة الكازاخستانية غالبًا ما تفتقر إلى المعدات التي تكشف ارتفاعات الطائرات القريبة منها .
تراوحت التكهنات حول سبب التحطم من عدم كفاية الرادار في برج المراقبة في مطار أنديرا غاندي إلى احتمال ضعيف جداً وهو سوء فهم من قبل أحد الطيارين بسبب مشاكل لغوية.
نقلت صحيفة "انديان اكسبرس" عن مسؤولي الطيران قولهم انه كان هناك مؤخرا 10 حالات شبه قريبة في سماء الهند ، معظمها تشمل شركات طيران من الجمهوريات السوفيتية السابقة , وقالت الصحيفة إن الكثير من المشكلات سببها سوء أبراج المراقبة و ايضاً ضعف فهم بعض الطيارين للغة الإنجليزية .
الضحايا و الوفيات :-
تعرض معظم الضحايا لحرق أو تشويه بشكل سيئ . قالت "إيرين كولاسو" الباكية أنها تعرفت على ابنتها "سنيم" ، 20 سنة ، المضيفة على متن الطائرة السعودية ، من قدميها فقط ! ، بينما أحترق بقية جسدها دون تمييز.
كان العديد من الضحايا من العمال الهنود الذين كانوا عائدون إلى وظائفهم في الشرق الأوسط أو كانوا قادمون للحج .
وقال الأطباء إنه من الصعب أن يعيش أحد بعد التصادم الذي حول الطائرتين إلى كرات نارية مزدوجة ، مما أدى إلى حرق العديد من الركاب قبل أن يضربوا في الأرض , حطام الطائرة السعودية والأمتعة أنتثر على مدى ستة أميال.
وكان من الضحايا عدد من الأجانب من بينهم أمريكيان وبريطاني ، من بين 312 راكبا على متن الطائرة السعودية.
قال مسؤولون في الخطوط الجوية الكازاخستانية إن 37 شخصًا كانوا على متن طائرتهم .
وقال مسؤول الشرطة "مانيندر سينغ مان" إنه تم انتشال 250 جثة , وكان معظمهم مشوهين بشكل لا يمكن التعرف عليه.
موضوع تقشعر منه الأبدان...
إرسال ردحذف