لماذا تقاعدت طائرة الكونكورد مبكراً ؟
مر أكثر من نصف قرن منذ أن قامت طائرة الكونكورد بأول رحلة لها , وقد تقاعدت في أكتوبر 2003 ، بعد 34 عامًا من تأسيسها.
أرقام قياسية :-
قطعت طائرة كونكورد في 7 فبراير 1996 المحيط الأطلسي في أسرع وقت ممكن حيث حلقت الطائرة من نيويورك إلى لندن في أقل من ساعتين و 53 دقيقة.
ولكن جاءت هذه القدرات العالية للطائرة بثمن , وفقًا لصحيفة The Telegraph ، كانت تكاليف التطوير الأولية للطائرة حوالي 1.134 مليار جنيه إسترليني (1.35 مليار دولار) ، والتي تم تمويلها من قبل حكومتي المملكة المتحدة وفرنسا .
بعد أن أصبحت الطائرات بعد تصنيعها في أيدي الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الفرنسية ، كانت الأسعار للحجز أكثر بنحو 30 مرة من أرخص الرسوم في تلك الحقبة للرحلات , وكانت كل رحلة تحتاج إلى أن تكون نصف ممتلئة على الأقل حتى تحقق ربح لشركات الطيران .
مشاكل الطائرة في القرن الحادي والعشرين :-
في 25 يوليو 2000 ، تحطمت رحلة الخطوط الجوية الفرنسية 4590 المتجهة إلى نيويورك وتحولت الى حطام أثناء الإقلاع في مطار شارل ديغول في باريس وحدث ذلك بعد أن اصطدمت الطائره بحطام موجود مسبقاً على مدرج المطار من طائرة أخرى .
وفقًا لـ iNews ، ذكرت التحقيقات إلى أن الحطام كان جزءًا من شريط معدني سقط من طائرة أخرى , هذا تسبب بثقب أحد إطارات الكونكورد , انفجر الإطار واصطدم بخزان الوقود للطائرة مما أشعل النار على الفور و تسبب في فقدان الطيار السيطرة على الطائرة.
في نهاية المطاف ، أسفرت الحادثة عن مقتل 113 شخص .
بعد الحادثه ، تم إيقاف جميع طائرات الكونكورد لمدة عام تقريبًا , وخلال هذا الوقت بدأت الخسائر تتصاعد للمشغلين مع طائراتهم . وتم إجراء تحسينات على السلامة مثل خزانات الوقود المبطنة بالكيفلار والإلكترونيات المطورة للطائرة .
الضربة الأخيره التي قضت على الكونكورد :-
بعد الحادثه و الصحافة السيئة التي طالت الكونكورد ، لم تكن شركات النقل المشغله للطائره تسترد الأموال التي أنفقت على التحسينات على الطائرة بعد حادثة التحطم .
بالإضافة إلى ذلك ، حدث 11 سبتمبر في العام التالي , أدت هذه الهجمات إلى انخفاض كبير في الطلب على رحلات الكونكورد المتميزه .
إجمالاً ، كان تحطم عام 2000 ضربة قوية لكونكورد ولكن 11 سبتمبر كان لكمة النهاية التي قضت على الطائرة .
كونكورد كانت واحدة من العديد من مشاريع الطيران التي لم تستطع البقاء في السنوات التي أعقبت 11 سبتمبر , مع تمكن جزء صغير فقط من الركاب من تحمل تكاليف الرحلات على طائرات الكونكورد وعدم تشغيل العديد من شركات الطيران للطائره .
هل نعود للسفر الأسرع من الصوت ؟
منذ تقاعد الكونكورد وحتى اليوم ، أصبح العالم مرتبطًا أكثر من أي وقت مضى , هناك عدد لا يحصى من الخدمات التجارية والخاصة التي ظهرت خصيصًا للمساعدة في توصيل الركاب في أسرع وقت ممكن و عززت العديد من شركات الطيران مساراتها فوق المحيط الأطلسي .
قد يشهد السفر الأسرع من الصوت عوده , خاصة مع شركات مثل Aerion التي تستثمر بشكل كبير في تطوير الطائرات الطموحة مثل AS2 .